الأحد، 27 أبريل 2014

الأنانية لدى الطفل









 أن الطفل خلال الأشهر الثمانية عشرة الأولى يتصرف وفق المفهوم التالي: كل ما تقع عليه عيني وكل ما تصل إليه يدي فهو ملكي، وليس لأحد أن ينازعني فيه مهما كانت الظروف. إنه يبدأ حياته متصوراً أنه وحده في هذا العالم وينظر إلى كل ما حوله من أفق رؤيته الشخصية. تشتد الأنانية لدى الطفل في عاميه الثالث والرابع، ويكون مؤمناً بالمشاركة بقوة في عاميه السابع والثامن.


- الأنانية




 الأطفال الأنانيون هم من يهتمون بأنفسهم أو بمصالحهم دون الاهتمام بمصالح الآخرين، حيث أن نظرة الأنانيين تقتصر على حاجاتهم الخاصة واهتمام الطفل الأناني مركز على نفسه فقط وهذا ما يميزه عن بقية الأطفال العاديين.

إن مفهوم الأطفال الأنانيون عن أنفسهم مفهوم غير وضح، ونظراتهم للآخرين هي نظرة سالبة، حيث ينقصهم الانتماء للجماعة ويجدون صعوبة في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين ومع الأقران.



لماذا تعد الأنانية مشكلة؟
مادام الطفل سيتخلص من الأنانية مع نموه فلماذا إذن ننظر إليها على أنها مشكلة؟ إن الأنانية تعد مشكلة لسببين:
وقوع الآباء في الحرج بسبب امتناع الطفل عن مشاركة إخوته وأقاربه وجيرانه وأبناء الضيوف في ألعابه وأدواته، مما يؤدي إلى تكرار وقوع المشاجرات بينه وبينهم لهذا السبب أو عندما يرفض أحد إخوته منحه أشياءه الخاصة. [ اقرأي أيضا كيفية التصرف في الشجار بين الأبناء ]
احتمال استمرار النزعة الأنانية لدى الطفل حيث يكبر شحيحاً لا يشارك غيره ولا يعطي ولا يفكر إلا في نفسه، إذا لم يتعامل الآباء مع هذه المشكلة بحكمة


أسباب الأنانية:


1. الخوف : المخاوف العديدة عند الأطفال تسبب الأنانية عندهم مثل مخاوف البخل، الرفض، الابتذال، وهم عادة يجدون يشعرون بالغضب والفزع، وبالتالي يميلون إلى الأنانية،ويصبحون مهتمين فقط بسعادتهم وسلامتهم الشخصية، ولذلك يحاولون دائماً تجنب الأذى من الآخرين، ولذلك لا يعرضون أنفسهم ولو نسبياً إلى الاهتمام بالآخرين، ولا يظهرون أي نوع من أنواع التغيير في حياتهم ، ودائماًَ يسودهم شعور بالقلق والتهيج وهم يرون الأشياء من خلال أعينهم فقط ويفسرون وجهات نظر الآخرين بأنها مخجلة، هم متمركزين حول النفس ونكدين ومتقلبي الأطوار.

2. الدلال أو الدلع: بعض الأطفال يحاولون إبعاد أطفالهم عن أية مواقف مزعجة، ويقدمون لأطفالهم الحماية الزائدة، ويحرصون على على إشباع كل ما يحتاجه أطفالهم، لذا ينشأ أطفالهم وهن غير قادرين على تنمية قوة الاحتمال أو تطوير ذواتهم وهذا يقودهم إلى الأنانية.

3. عدم النضج: عدم الوعي الاجتماعي المناسب، ( عدم التقيد بالاتفاقات وعدم تحمل المسئولية ) إن الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل الإحباط ويريدون الشيء الذي يريدونه عندما يريدونه، هؤلاء الأطفال لا يستطيعون المحافظة على كلمتهم وهم غير قادرين على تحمل المسئولية وهناك أسباب تمنع الأطفال من الوصول إلى النضج منها: الإعاقة، صعوبات اللغة، اضطرابات في النمو.

طرق الوقاية:

1. تشجيع تقبل النفس: وهو أن تجعل للطفل قيمة وأن يشعر بأنه محبوب و توفير الأمان لهم، فإن توافرت للطفل القيمة والمحبة والأمان يصبح عنده استعداد للإهتمام بمصالح الآخرين.

2. تعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين: ” حقق سعادة الآخرين تحقق سعادتك ” إن إظهار الاهتمام بأطفالك وبالآخرين يمثل نموذجاً رئيساً يعتبرها الطفل قدوة، بعكس أن يكون الأبوان أنانيان.

3. تربيتهم على بغض التسلط: فتسلط الأطفال على الأطفال الضعفاء يشعر الآخرين بالأسى والفشل والحزن، لذا على الوالدين تربية الأطفال على عدم التسلط وحثهم على احترام الجميع.

4. تعويد الطفل على تحمل المسئولية: وهي طريقة طبيعية لتعليم الأطفال الاهتمام بالآخرين مثال تعليمهم الاهتمام وعناية بعض الحيوانات الأليفة، فإن قيام الأطفال بالأعمال الخفيفة هي دلالة على تحملهم المسئولية.

طرق العلاج:

1. تعليم الاحترام بواسطة لعب الدور : حيث أن للأباء دور كبير في ذلك، بسردهم قصص فيها قيم واضحة تحث على عدم الأنانية، وتظهر سلوك الاهتمام بالآخرين على أنه السلوك الصحيح.

2. شرح ومناقشة وتعزيز النتائج الإيجابية للاهتمام بالآخرين: وذلك بشكر الأطفال على أي سلوك يظهر فيه احتراماً نحو الآخرين، وشرح نتائج هذا الفعل في النفوس.

3. شرح ومناقشة التأثيرات السلبية للأنانية : فلو كان الطفل أنانياً ، يجب على الأب أن يناقشه بطريقة لطيفة، ومناقشة المواقف الأنانية وسلبيتها، مما يحفز الطفل أن يبتعد عن سلوك الأنانية.

4. مناقشة وعي الأطفال وخبراتهم السابقة : فيجب تعليم الأطفال أن يكون متفتحي العقول وقابلين للنقاش، وأن يكونوا أقل خشونة في التعامل مع القضايا والمشاكل، واظهار الاهتمام بهم وبغيرهم.

أرجو أن ينال إعجابكم وتستفيدوا

0 التعليقات:

إرسال تعليق